الجزء 12


كان رامز غاضب جداً وقرر أن ينام في غرفة أخرى لتفادي التحدث مع أحلام. أصبح الصباح وغادر رامز إلى عمله باكرا ولم يتناول قهوة الصباح ولم يتناول الإفطار. استيقظت أحلام في التاسعة صباحاً ولم تجد رامزاً في البيت. فشربت قهوتها وأفطرت وخرجت لزيارة واحدة من صديقاتها. كانت زيارة عادية لكي تغير جو البيت الكئيب ولم تشارك قصصها مع أحد. وإن نم ذلك عن شيء إنما ينم عن قوة شخصية أحلام وتوازنها النفسي وقدرتها على التحكم بأعصابها. عادت أحلام إلى المنزل وحضرت الطعام وكان جاهزاً في وقته في الرابعة مساء كالعادة. وانتظرت رامزاً ولم يأت. عاد رامز في الثانية عشرة ليلاً وكانت بانتظاره، فأراد أن يشيح بوجهه عنها ويعود أدراجه. نادته باسمه قائلة: لا تحل المشاكل بالهرب منها يا رامز. دعنا نتناقش في الموضوع غداً وعلى فنجان قهوة. يوجد طعام جاهز لك في الثلاجة، تصبح على خير. أجاب رامز على مضض وأنت بخير، وتناول طعامه وحده وشعر بوحدة عجيبة حيث كان معتاداً أن يحدث أحلاماً عن يومه وهما يتناولان الطعام. ثم ذهب إلى الغرفة التي نام بها في الأمس فكان السرير غير مرتب فلم يعجبه ذلك. كان رامز قد اعتاد أن يكون السرير مرتباً دوماً وأن تكسوه أغطية جديدة تبدلها أحلام يومياً. في الصباح استيقظ رامز على رائحة القهوة كالعادة. جلسا لشربها. أراد رامز أن يبدأ الحديث فقاطعته أحلام قائلة: أنا موافقة أن أؤجل البحث عن عمل ستة أشهر أخرى نحاول خلالها أن نبدأ عائلتنا، لكن إن فشلنا في ذلك بحثت عن عمل، وتذكر وعدك لي قبل الزواج. وأطلب منك ان ما يحصل في هذا البيت يبقى في هذا البيت. مشاكلنا نحن نحلها. أجابها: طيب، سأحاول، كان يفكر في نفسه، ستة أشهر كفيلة بتغيير الكثير.
لم تفعل احلام ذلك ضعفا منها ولكن لتحافظ على زواجها. مرت ستة أشهر، لا حمل حتى الآن. بدأت الشكوك تتسرب إلى قلب الزوجين الشابين، لماذا تأخر الحمل؟ هل يوجد عائق؟ قرر رامز أن يصطحب زوجته إلى أخصائية نسائية كانت تدرس معه في الجامعة. وعمل هو أيضا التحاليل اللازمة. بعد أسبوع تلقت أحلام مكالمة من الطبيبة تطلب منها زيارتها في العيادة. أخبرت الطبيبة أحلام أن عندها عائق للحمل ولا يوجد علاج حالي له لكن الأمل موجود لأن بعض النساء بهذه الحالة أنجبوا بعد مدة الزمن وكله بيد الله. وفضلت أن اخبرك وحدك وسأترك الموضوع معك لتخبري به رامز. ولا تيأسي من رحمة الله.
وصلت أحلام إلى المنزل محطمة تماما. وبدأت ببكاء محرق ودخل رامز وهي على هذه الحال فذعر وسألها عن السبب. كانت أحلام صادقة طوال حياتها ولم ترد أن تبدأ الكذب الآن، فأخبرته بكلام الطبيبة. جلس رامز بجانبها وقد حزن على منظرها وحالها، لا تقلقي، قال رامز مطمئناً. لكنه كطبيب كان يعلم أن هذا التحليل وهذه النتائج تعني أن هناك نسبة 5% فقط من النساء تحملن. 
ومن به عادة يصعب أن يغيرها. ذهب في اليوم التالي وأخبر أمه عن الحال والأحوال. ومن دون تفكير قالت: طلقها، وساد هدوء رهيب، وخيم عليهم لمدة نصف ساعة على الأقل. ولأول مرة يقول رامز لوالدته: لا.
لكن الوالدة قررت أن تتدخل في هذا الأمر وذهبت لزيارة أحلام بعد أسبوع. استقبلت أحلام حماتها ببسمة جميلة وحضرت ما لذ وطاب من المأكولات. بدأت الحماة قولها كالتالي:
حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتبة بسمة بسيسو لجميع أجزاء القصة (فتاة اسمها أحلام).

Comments

Popular posts from this blog

الجزء 28 و الأخير

الجزء 25