الجزء 25

انقطعت أخبار رامز عن أحلام وجابر خلال كل هذه السنين التي خلت. فقد انتقلت والدته من الحارة القديمة وسكن هو وزوجته منى وأولادهما في مدينة أخرى. خلال هذه السنوات لم يتصل رامز بولده جابر بتاتاً وكان هذا يولد حرقة في قلب أحلام كلما عنت سيرة رامز على بالها. ولطالما تساءلت: ما ذنب حبيبي جابر، هذا الشاب الصغير؟ لكنها كانت تنظر إلى كل من يساعدونها ويدعمونها حولها وتحمد الله كثيراً.  بدأ جابر يسأل أمه كثيراً عن والده خاصة بعد وفاة جده. كان الولد يتوق إلى رجل يحتضن أسئلته عن هذه الحياة.  كانت أحلام تطلب منه أن يسأل أخواله أي سؤال يريد وكان أخواله لطيفين جداً ويحبونه وكانوا يجتهدون في إجابته. لكنهم كانوا يفتقرون لعنصر الخبرة. فكانوا شباباً في أول حياتهم ولم يكونوا آباءً ولا حتى متزوجين.
في مقابل حاجة جابر إلى والده رامز، كان رامز يعيش معترك الحياة مع زوجة أنانية وأولاده منها، لم يكونوا على قدر من التربية. كان عنده الآن ستة؛ أربعة أولاد وابنتين. كان يكسب جيداً من عيادته لكن بسبب إسراف منى لم تكن للنقود قيمة أو وزن.
كان رامز يفكر بحياته التي مضت وبضعف شخصيته حيث أنه أدرك أنه كان تحت تأثير ألاعيب منى عندما كره أحلاما ثم طلقها. كان يتساءل عن حياته لو كانت مع أحلام وجابر وربما أبناء آخرين منها. كان رامز يفكر جديا أن يعاود فتح سبل الاتصال مع جابر وأحلام وأن يكون أباً حقيقا لجابر حتى لو بعدت المسافات. أما أم رامز فقد أدركت كم ظلمت أحلام في أول حياتها مع رامز. وعلى عكس رامز، فقد كانت على اتصال دائم مع صديقة لها في بلاد الغربة وتسأل عن أحوال أحلام وابنها.
قرر رامز أن يتصل مع أحلام في موقع عملها. وبالفعل هاتفها وبدأ القول: السلام عليكم يا أم جابر، كيف حالك؟ أحلام: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، من معي لطفا؟ غص رامز (أدرك أنها نسيته تماما حتى صوته). رامز: أنا رامز أتكلم معك من الوطن. أحلام: تفضل دكتور رامز، خير إن شاء الله (وكانت تغلي من الداخل وتحاول ضبط أعصابها، فهو في النهاية والد جابر). رامز: تستطيعين مناداتي بأبي جابر. أردت أن أسأل عن جابر، أنا أعلم تماما بتقصيري وأعلم أن طلبي متأخر ولكنني أريد أن أصلح خطأي مع ولدي. فأرجو أن تسمحي لي بزيارته. أحلام: د. رامز، لقد فاجأتني حقاً.  أعطني مهلة لأستوعب الأمر. سآخذ رقمك وسأتصل بك قريباً.  رامز: أبو جابر لو سمحت، رقم جوالي هو (الرقم).  أحلام: د. رامز، مع السلامة الآن.
ماذا ستقرر أحلام؟
حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتبة بسمة بسيسو لجميع أجزاء القصة (فتاة اسمها أحلام).

Comments

Popular posts from this blog

الجزء 28 و الأخير

الجزء 12