الجزء 14


نام رامز على الأريكة في غرفة الجلوس بلا شعور ومن كثرة التفكير بما قد حصل في ذلك اليوم المشؤوم. نام وقد شعر أن أحلام صارت حلماً بعيد المنال لأنه يعلم مدى اعتزازها بنفسها وكرامتها. استيقظ على صوت رنين الهاتف في الساعة السابعة صباحاً وإذا بها الدكتورة أروى من العيادة النسائية تتصل: صباح الخير رامز، هل أحلام موجودة؟ أريد التحدث معها لأمر هام. كلا يا أروى لقد غادرت المنزل باكراً اليوم. هل أوصل لها رسالتك؟ صمتت أروى ثم سألت إن كان عند أحلام هاتف خلوي فأجابها رامز النفي، لم يرد أن يعطيها الرقم لأنه يعلم أن هاتفها الجوال مغلق. لقد أقلقتني يا أروى. ماذا هنالك؟ رامز، لقد حدث هناك خطأ مخبري لا يغتفر و هو الخلط بين اسم زوجتك أحلام المنسي و أخرى اسمها أحلام المنشي و بالطبع بعث المختبر لي نتائج الفحص الخطأ. أرجو أن تخبر أحلام عاجلاً أنها سليمة تماماً و لا مانع لديها للحمل.
 انتهت المكالمة وأحس رامز أن الدنيا سوداء جدا في نظره. يا إلهي، ماذا فعلت؟ أخبرت أمي بقصص حياتي وتدخلت هي بطريقتها وأحلام غادرتني بلا رجعة. من أجل ماذا؟ لأنني لا أستطيع أن أحل مشاكلي بنفسي من غير الرجوع إلى أمي!!! 
من توه هاتف رامز حماته وطلب التكلم لأحلام وقبل أن ترفض الأم، قال أنه يريد أن يوصل رسالة مهمة من الطبيبة أروى لها. وافقت أحلام التحدث إليه وكانت المكالمة وكأنها مكالمة عمل بين زميلين لا زوجين. أخبرها بالذي حصل. أحلام: شكرا رامز والحمد لله على كل شيء، مع السلامة الآن. أحلام صاح رامز. كلا يا رامز، هذا الخبر لن يغير من وضعنا شيئاً، نتكلم قريباً بحضور والدي إن شاء الله.

ذهب رامز إلى العمل وهاتف المخبر يسأل عن نتائج فحصه هو وكانت سليمة أيضاً. أكمل رامز أسبوع العمل بصعوبة بالغة وحان وقت اللقاء مع حماه الذي عاد إلى البلد مسرعاً.
السلام عليكم يا عمي. وعليكم السلام يا رامز، تفضل. أراد رامز أن يبدأ بالحديث فقاطعه والد أحلام قائلاً: اسمع يا ولدي، لقد أمنتك على من لم أصرخ في وجهها يوماً ولم أعنفها يوماً ومن عاملتها باحترام وسمعت لرأيها في كل الأمور وأعطيتها الحب والأمان من غير حساب. الشيء الوحيد الذي تطلبه المرأة من زوجها هو الأمان ولقد أخذت هذا الأمان منها عندما علمت أن أخص خصوصياتها من مشاكل داخل البيت تصل إلى أمك. طلبت منك ألا تفعل لكنك لم تتوقف. وبهذا قتلت الثقة. الزواج مبني على الثقة والأمان وأنا رأيي أن تنفصلا الآن وأنتما في أول الطريق. ابنتي عندي ولن ترجع إليك ونطلب منك الفراق بالمعروف كما زوجناك بالمعروف وهي قد تنازلت عن حقوقها وها أنا ذا أرجع لك كل الذهب الذي أهديته لها.
رامز: لكن يا عمي. والد أحلام: رامز رجاء هذا آخر كلام. صحة ابنتي النفسية أهم من كل شىء و كما قلت لك، لا زلتما في أول الطريق.
غادر رامز و لكن كان مصمما أن لا يستسلم بسهولة.... وأخذ يفكر في حل. ماذا سيفعل رامز؟
مر شهر على هذا النقاش وكان رامز قد
حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتبة بسمة بسيسو لجميع أجزاء القصة (فتاة اسمها أحلام).

Comments

Popular posts from this blog

الجزء 28 و الأخير

الجزء 12

الجزء 25