الجزء 15

خلال ذلك الشهر، اتصل رامز بزميل له من البلد العربي الذي يعمل فيه والد أحلام وطلب منه أن يحصل له على عقد عمل في مستشفى هناك. ولقد وفق الصديق بتوفير العقد لرامز. وخلال ذلك الشهر كان رامز يبعث كل يوم وردة بلون مختلف إلى منزل أحلام بدأها باللون الأبيض فالأصفر فالبنفسجي فالأحمر فالمنقط فالأزهار ثم الورود وهكذا. رفضت أحلام استلام الورود كلها ولكن ذلك لم يوقفه عن ارسالها.
هاتف رامز حماه الذي عاد إلى عمله وقال: عمي العزيز، أعلم أنني مخطئ بحق أحلام، وللتعبير عن حسن نيتي قررت أن أفعل شيئاً لأجلها وأعد ان تكون هذه آخر محاولة وإن صممت على الانفصال طلقتها مجبرا لا مخيرا. ما هو الامر يا رامز؟ أنا أعلم يا عمي مدى تعلق أحلام بعملها ولذلك حصلت على عقد عمل في مستشفى م.د في نفس المدينة التي تعمل بها أنت وكانت أحلام تعمل معك فيها على أمل أن تكون سعيدة في عملها معك وفي نفس الوقت نبدأ حياتنا الجديدة من غير أي ضغوط. أعجب الكلام والد أحلام ولكنه لم يفصح عن ذلك وقال ان شاء الله خيراً، سأتكلم اليوم مساءً مع أحلام بالموضوع.
وبالفعل، حادث الأب أحلاماً حديثاً مطولًا بدأه بالكلمات التالية: حبيبتي أحلام، ربيتك وراقبتك تكبرين أمام عيني ولا يوجد في الدنيا أغلى منك على قلبي فأنت أول من ناداني بابا. ثم صمت وأكمل، وإنني في غاية الحزن أنك تواجهين قراراً مصيرياً الآن لم أتوقعه لك أبدأ. اعلمي أن بيتي مفتوح دائما لك وقلبي ملكك طالما هو ينبض ولكن قد هاتفني رامز اليوم وسرد عليها ما قال رامز. القرار قرارك الآن، إما أن تحاولي مرة أخرى أو نستمر في طلب الانفصال.

انتهت المكالمة وجلست أحلام تفكر. أأقبل؟ حسنا لنضع المميزات التي قبلته من أجلها أصلا صوب عيني. الأدب، الدين، يعمل عملاً جيداً. ما اكتشفته بعد الزواج، عصبي، يتخذ قرارات سريعة ويخبر أمه عن خصوصيات زواجنا. ما يفعله الآن ليكسبني مجددا: التحلي بالصبر والمحاولات المتكررة لإرضائي ببعثه الزهور ومحاولته إسعادي بالسفر من هنا لأعمل ونبدأ حياة جديدة نكون فيها أسرة بعيدة عن الجميع.
نامت أحلام وهي تفكر، ومر عليها يومان وهي تحاول جديا ان تتخذ القرار المناسب.

الآن ليس لها حجة. هاتفت والدها وقالت أنا موافقة لكن لي شرط واحد وهو تأجيل الحمل لمدة عام لأتأكد أن حياتي معه معقولة وأنه يعني ما يقول.
هاتف والد أحلام رامزا وأخبره بالقرار. وافق رامز على مضض ولكنه أسر في نفسه أنه سيحاول اقناعها بالحمل قبل مرور عام من الآن.
تراضت أحلام مع حماتها وحصلوا على بركتها وسافرت مع رامز إلى حياة جديدة لكن بحذر.
هناك وجدت بعض التغييرات فقد رزق الله مصطفى وروزا طفلا آخر أسموه آدم وتعرفت أحلام على روزا وصارتا صديقتين حميمتين فوجدت روزا في أحلام قلباً طيباً وإسلاماً سليماً واخلاصاً ووفاءً في الصداقة. وكان لهذه الصداقة أثر واضح على علاقة روزا بأخوات زوجها السبع وبدأت علاقتها مع حماها تلتئم مجدداً. وكانت صحتها ما بين الجيد يوما والسيء يوماً لكن كان حب مصطفى لها يعطيها الطاقة لمحاربة المرض.
وعاشت أحلام سعيدة مع رامز مستمتعة بعملها ومندمجة وقررت من نفسها أن تفتح موضوع الإنجاب مع رامز بعد ثمانية شهور فقط من وجودهم في البلد الجديد. فرح رامز جدا بالموضوع.
مر شهر واثنين وثلاثة، لا يوجد حمل. ذهبا إلى أكبر الأخصائيين في المستشفى. الأمور كلها سليمة و كله بيد الله. استمر رامز وأحلام على هذه الحال عاما آخر.... خلال العام ترقت أحلام في عملها وصار رامز رئيسا لقسم كبير في المستشفى وتوطدت علاقة أحلام بروزا وعائلة صاحب والدها وشريكه في العمل. لكن كان في قلبيهما غصة فهما الآن مستعدان للإنجاب ولكن لا شيء.
مر عام آخر وقاربت أحلام على الثلاثين من العمر وبدأ القلق ينتابها. وإذا بها تجلس مع رامز وتقول له.... اسمع يا حبيبي
حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتبة بسمة بسيسو لجميع أجزاء القصة (فتاة اسمها أحلام).