الجزء 17


حاولت منى بعد أن وضعت خالداً أن تتقرب من أحلام، ليس حبا فيها لكن من مبدأ احتفظ بعدوك قريبا منك. وكانت منى، وبالرغم من كل العدل الذي يقوم به رامز بين الزوجتين، تشعر أن حب أحلام متغلغل في قلب زوجها. كانت تريد أن تتقرب منها لتحاول التخريب بين أحلام ورامز فالغيرة أعمت بصيرتها ولم تترك لها مجالا لتحكيم دينها. أدركت أحلام بفطنتها دوافع منى وكانت تصدها بلطف فهي إنسانة مهذبة الطبع هادئة. لم ترض منى بهذه المعاملة وبدأت بنخر العلاقة بين رامز وأحلام بطريقة غير مباشرة. كانت تستخدم خالدا كحجة لاستدعائه من منزل أحلام وكانت تحاول أن تظهر أن أحلاما لئيمة لعدم استجابتها لدعوات منى المتكررة لها للخروج معا او ان تتزاورا معا وما إلى ذلك. ويوماً بعد يوم صار رامز وبدون شعور يطيل الوقت الذي يقضيه مع منى وولدهما خالد. أحست أحلام بتغير رامز تجاهها لكنها استمرت في حياتها كالمعتاد فليس لها أن تغير من خيارات رامز، ولن تسمح لنفسها بطلب الاهتمام بها طلباً. مع الوقت صار رامز يشعر بالضيق لتنقله بين منزلين وصار لا يطيق البعد عن خالد الذي انتظره لفترة طويلة. وزادت النقاشات بين أحلام ورامز على أبسط الأمور وأكثرها تفاهةً، وضاق صدر أحلام الرقيقة بالوضع الراهن بينهما. وفي يوم من الأيام تصارخ رامز وأحلام وفي لحظة غضب طلقها بكلمة واحدة فتجمدت أحلام في مكانها وانفجرت بالبكاء وقالت: حسبي الله ونعم الوكيل. غادر رامز المكان كالعاصفة وذهب الى منزله الآخر. وهناك استقبلته منى بكل "حنان وحب"
هاتفت أحلام والدها وصوتها لا يكاد يسمع وكأنها شخص مخنوق بحبل غليظ، وأخبرته بما حصل. حضر الوالد إلى منزلها وساعدها في نقل أشيائها الخاصة وذهبا الى منزله. وما دخلت أحلام إلى منزل والدها حتى خارت قواها وفقدت الوعي. حاول والدها ايقاظها ونجح في ذلك بعد عدة محاولات وساعدها للوصول إلى سريرها وقال لها: خذي قسطا من الراحة يا عمري وبعدها لكل حادث حديث.
تأكد الأب من نوم ابنته وذهب الى أبعد غرفة في المنزل عن غرفتها وأغلق الباب. هاتف رامزاً وقال: أقسم بالله يا رامز لن تعود احلام زوجة لك طالما في عروقي دم يجري ولو وسطت في صلحتها رجال العالم كله. اجاب رامز بوقاحة (فقد أستغنى بمنى عن أحلام): أنا لا اريدها أصلا، خليها عندك.
شعر والد أحلام بالغضب ووعد نفسه أن يعمل جاهدا لتعويض أحلام عن حظها العاثر. قضت أحلام عند والدها شهرين من عدة الطلاق لم يسأل رامز عنها ولو مرة واحدة وعلموا من الناس انه قد باع أثاث منزلها وسلم مفاتيح الشقة الى صاحبها (وكان هذا دلالة كافية على انتهاء العلاقة إلى الأبد). 
بعد مرور الشهرين بدأت أحلام تشعر بالتعب الشديد ورغبة شديدة بالنوم وبدأت تفقد شهيتها للطعام وفقدت القليل من وزنها. وخلال هذين الشهرين لم تذهب للعمل إلا بضعة أيام. أصر والدها قائلا: أحلام، لن أسكت على وضعك أكثر من ذلك ستذهبين الى الطبيب يعني ستذهبين الى الطبي.
ذهبت أحلام مجبرة إلى الطبيب وهناك سمعت من الطبيب كلمات لم تكن في حسبانها أبدا. مبروك سيدتي، أنت حامل.
أحلام: ماذا تقول دكتور؟
أنت حامل في الشهر الرابع و انت و الطفل بصحة ممتازة و لكن سأكتب لك حبوبا مقوية و حبوب حديد
غادرت أحلام المستشفى و لم تنبس بكلمة طوال جلوسها في السيارة و كذا والدها خانته الكلمات تماما ....
حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتبة بسمة بسيسو لجميع أجزاء القصة (فتاة اسمها أحلام). 

Comments

Popular posts from this blog

الجزء 28 و الأخير

الجزء 12

الجزء 25