الجزء 19

قال الطبيب المعالج: مرحلة الفشل القلبي في مراحلها الأخيرة ولقد طال انتظارنا لعملية زراعة القلب، ولم يعد في يدنا شيء، سيد مصطفى، الأمر كله بيد الله. سأل مصطفى: كم معها من الوقت؟ أجاب الطبيب: ساعات، أيام معدودة، الله وحده أعلم. ولأجل راحتها أقترح أن تبقى في المستشفى وأن تتصل بأقاربها لتوديعها. دخل مصطفى إلى غرفة اصطحبه إليها الطبيب وطلب منه أن يستجمع قواه قبل ان يدخل الى غرفة روزا. أجهش صاحبنا في البكاء وكأنه طفل على وشك أن يفقد أمه. كيف لا وقد كانت تربطه بروزا أيام جميلة وأخرى ممتلئة بالتحدي. كيف لا وهي من تركت وطنها لأجله. كيف لا وهي من أمدته بالعزم والقوة في قمة أيام ضعفها ومرضها. كيف لا وقد أنجبت له طفلين جميلين وأحسنت تربيتهما.
لملم مصطفى شظايا قلبه المتناثرة ودخل إلى غرفة روزا يعتلي وجهه الشحوب. نظرت روزا اليه وقالت وهي تمد يدها تجاهه بضعف شديد. مصطفى، حبيبي مصطفى، حياتي وكل عالمي انت. اقترب يا عزيزي. لم يتمالك نفسه وبدأت دموعه الساخنة تنزل كالشلال على خديه ولحيته الخفيفة. اقترب، اقترب يا عزيزي. انحنى فوقها ووضعت يدها على خده الأيسر وقالت: أحببتك كتيراً في حياتي فلا تنساني في مماتي وحاول أن تنفذ وصيتي. لقد كتبتها باللغة الانجليزية وطلبت من مكتب الترجمة ان يترجمها الى العربية، لغتك الأم، حتى تصل كلماتي إلى قلبك مباشرة، ولكي يتسنى لأهلي قراءتها بالإنجليزية. قالت هذه الكلمات و اتبعتها بالشهادة و وقعت يدها عن خد مصطفى إلى صدرها و نامت روزا الى الأبد.
ماذا في الوصية و هل يستطيع مصطفى تحقيق رغبات روزا؟
حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتبة بسمة بسيسو لجميع أجزاء القصة (فتاة اسمها أحلام).

Comments

Popular posts from this blog

الجزء 28 و الأخير

الجزء 12

الجزء 25