الجزء 22

بدأت العطلة الصيفية وقلّت لقاءات علي وآدم مع أحلام. ولكن أحلام كانت على اتصال معهما وهما كذلك. 
سافر والد أحلام ووالد مصطفى في رحلة عمل وقد تعودا أن يسافرا براً.
 رن جرس الهاتف وإذا بطبيب من المشفى يخبر مصطفى أن حادثاً قد ألمّ بوالده وشريكه وطلب منه الحضور في الحال واصطحاب  أهل شريك والده أيضاً. حاول مصطفى أن يستفسر أكثر لكن لم يفصح الطبيب أكثر من ذلك.
غادر مصطفى مكتبه مسرعا إلى مكتب أحلام وأخبرها عن فحوى المكالمة بالتدريج. فاصفرت أحلام وقالت أنا آتية معك الآن إلى المشفى وسأخبر أخي الأكبر أن يوافينا هناك.
وصلا إلى المشفى وكانت إحدى الممرضات باستقبالهما لاصطحابهما الى مكتب الطبيب المعالج. جلس الاثنان أمام الطبيب و بدأ الأخير كلامه قائلا: ما حصل هو كالتالي: كان أحد والديكما يقود السيارة و قد أصابته سكته دماغية أفقدته السيطرة على السيارة و قطع الاشارة حمراء في نفس الوقت الذي مرت به شاحنة نقل كبيرة و حطمت السيارة تماماً. ثم أخذ نفساً عميقاً وقال: عظم الله أجريكما، لله ما أعطى ولله ما أخذ.
انهارت أحلام بالبكاء وإذا بأخيها الأكبر الذي تخرج من الجامعة قريباً يدخل وعلم من ردة فعل أحلام أن والده قد غادر الحياة الى جوار ربه. حضن الأخ أخته وحاول تهدئتها وأخذ يردد قولي: إنا لله وإنا إليه راجعون. 
أما مصطفى فقد طلب رؤية والده وبادر بترتيب أمور الجنازة والدفن لوالده وصديقه. شعر مصطفى أنه مسؤول عن كلا الجنازتين فأحلام هي الاكبر في إخوتها وأخوها لا زال خريجا جديدا من الجامعة ليس معتركا في الحياة. 
أحست أحلام أن حياتها الصعبة بدأت الآن. كان والدها سندها وكانت هي وابنها تحت جناحه. فلا أحد يستطيع أن يؤذيها بكلمة أو يتأمر على جابر. كان لا أحد يجرؤ على أن يذكر أو يلمح أمامها أنها سيدة مطلقة. كان حاميها من أفكار المجتمع السلبية. أحست أحلام باليتم بالرغم أنها في منتصف الثلاثينات. شعرت وكأن السقف الذي تستظل به اقتلع فجأة وتركها في مهب الريح.
مرّ أربعون يوماً وبدأت معاملات حصر الإرث تأخذ مجراها فآثر إخوة أحلام ووالدتها و هي أن ينقلوا ملكية البيت في البلد الأصلي لاسم الأم و أما عن حصصهم في الشركة فسوف يتم توزيعها حسب الحصص الشرعية على أن تقوم أحلام بإدارة حصصهم وتأخذ مكان والدها في الشركة و على أن تأخذ أخاها الأكبر تحت جناحها و تدربه على العمل.
أما عائلة مصطفى فكانوا على جانب من الثراء فتم توزيع الممتلكات حسب الشرع وانتخبوا مصطفى ليأخذ مكان والده في الشركة وعلى أن يوزع عليهم أرباح الحصص في آخر كل عام.
الآن، على أحلام ومصطفى أن يعملا معا لإدارة الشركة وهذا يتطلب المعاملة اليومية بينهما ولذلك قرر مصطفى أن يجلس مع أحلام ويحادثها بما يدور في خلده على المستويين العملي والشخصي
ماذا يا يريد مصطفى أن يقول لأحلام؟
حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتبة بسمة بسيسو لجميع أجزاء القصة (فتاة اسمها أحلام).

Comments

Popular posts from this blog

الجزء 28 و الأخير

الجزء 12

الجزء 25