الجزء 23

جلس مصطفى وأحلام سوياً في مكتب العمل على طاولة الإجتماعات. بدأ مصطفى كلامه قائلاً: إسمعي يا أحلام، لقد عرفتك لسنوات طويلة ووالله أنت من القلة القليلة، من اللاتي عرفتهن على الصعيد الشخصي والعملي، مخلصة في العمل، ذكية، لماحة، خلوقة، صديقة وفية (لروزا رحمها الله)، حنونة على ابنك والأطفال حولك ومنهم أطفالي، مطيعة لوالدها، قوية الشخصية، متواضعة وأستطيع أن أستمر في الحديث لساعات طويلة عن خصالك الحميدة. أكبرك بعشر سنوات بالعمر ولقد عاملتك كأخت عزيزة في السنوات الماضية.
أحلام، بعد وفاة والدك، أعدك أن أقف معك دائماً وسأكون موجوداً لدعم جابر كما استمريت بدعم أبنائي. أعلم أن لك ثلاثة إخوان وأم ولكن لسبب ما أحس أن من واجبي أن أعرض عليك دعمي متى شئت أنت وجابر فأرجوك لا تتردي بطلب أي خدمة. أما عن عملنا فسيكون لرأيك نفس وزن رأيي.
أريد ان أعتذر عن تصرفي بنقل مكتبي بعيداً عن مكتبك بعد وفاة روزا. وهنا قاطعته أحلام. ولكنه استوقفها وقال: أرجوك دعيني أكمل فالكلام صعب جداً علي في هذا الموضوع. أرجو أن تستوعبيني بحلمك يا أحلام. أنت تعلمين كم كنت أحب روزا وتعلمين كيف كانت حياتنا مليئة بالعقبات ابتداءً من محاولات والدي لكسر رابط الزواج منها إلى مرضها الى تعايشها وتعايشنا أنا والأولاد مع المرض إلى موتها. لقد احتلتني روزا تماما ولا زالت. خشيت إنْ بقي مكتبي بجانب مكتبك أن يصدر مني أي تصرف قد يفهم خطأً وأنا لا أكن لك إلا كل الاحترام. ثم صمت. تدخلت أحلام وقالت بصوت خافت: مصطفى، أعلم وصية روزا وأعلم سبب تصرفك هذا. ولعلك تستغرب إن علمت أنني شعرت بالارتياح النسبي لفعلك هذا. أنا أعيش لأجل ابني ولا أتخيل أن أرتبط بأي إنسان قد يجرح ابني بكلمة او نظرة. وأنا أعلم أنك لا زلت تحب روزا والحب لا يموت بالفراق. ومن معرفتي بك لن ترضى أن تستبدلها بأخرى. وهنا تدخل مصطفى وقال: أريد أن اضيف هنا سببا آخر غير حبي وإخلاصي لروزا وهو احترامي الشديد لك ولإيماني أنك إن قررت الارتباط فأنت تستحقين من يتزوجك لذاتك وليس للاعتناء بأبنائه فقط أو لأي مأرب آخر.
تعاهد الاثنان أن يستمرا في العمل محترمين القواعد الاسلامية والعادات والتقاليد. وسوف يطلبان النصح من بعضهما في أي أمر يستعصي عليهما وأن علياً وآدم وجابراً سوف يحظون بالحب من الجميع من دون حواجز.
شعر الاثنان بالارتياح الشديد لانهما تصارحا والآن ادارة الشركة ستكون أفضل بالتأكيد. 

يا هل ترى يمكن للحواجز التي بناها هذان ان تتداعى ويلتقيان كزوجين في المستقبل؟
حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتبة بسمة بسيسو لجميع أجزاء القصة (فتاة اسمها أحلام).

Comments

Popular posts from this blog

الجزء 28 و الأخير

الجزء 12

الجزء 25