الجزء 24

انتهت العطلة الصيفية طاوية معها الذكرى الحزينة لوفاة والد أحلام ووالد مصطفى. جابر في العاشرة من عمره آدم في الرابعة عشرة وعلي شاب صغير في السابعة عشر. أحلام مستمرة في عملها في الشركة وتستمتع بكونها أم لجابر ومصطفى مستمر في الحياة كذلك.
بدأ الشعور بالوحدة يتخلل قلب أحلام. كان والدها قد أغناها مِنْ أن تشعر بالوحدة. إخوتها الثلاثة كل مشغول بمستقبله وهذا طبيعي.
بدأت أحلام لا شعورياً تتوق إلى وجود رجل في حياتها لتشاركه قصص يومها وأحلام مستقبلها والتحديات في تربية طفلها وما إلى ذلك من أمور الحياة اليومية. لأول مرة أحست أنها ستعيش وحيدة حين تكبر وحين يئن الأوان لجابر لمغادرة عش أمه إلى عش أسرته. صارت تشتاق لصوت والدها الحنون الذي طالما أثنى على جمالها وملابسها وأناقتها وشعرها. الآن لا أحد ينتبه إلا أم أحلام ولكن كان وقع الكلمات من والدها أجمل.
مرت الأيام طوالاً وأحلام تقوم بكل واجباتها تجاه الجميع على أكمل وجه. ومر قرابة العام على هذا الروتين.
وفي يوم من الأيام كانت تجلس في لجنة لمقابلة مرشحين جدد لإحدى الشواغر في الشركة وكان مصطفى وأحد المدراء القدامى أعضاءً في اللجنة أيضاً. كان المدير يتناول السيرة الذاتية لكل مرشح ويلخص مضمونها قبل أن يدخل المرشح ليكون عند الجميع فكرة عن مؤهلاته.
بعد مقابلة سبعة مرشحين، قرأ المدير: المهندس رأفت م.ن. خريج سنة كذا، الخبرة كذا، الحالة الاجتماعية: أعزب. اتسعت عينا أحلام ودققت في السيرة الذاتية ثم صمتت.
كان هذا زميلاً من زملاء أحلام القدامى في الجامعة وكان يسبقها بثلاث سنوات.
دخل رأفت الى قاعة الاجتماعات وجلس على كرسي مقابل اللجنة وقد عرف أحلام مذ وقعت عيناه عليها وقد اتسعت ابتسامته على وجهه حين حياها حتى تكاد لا ترى عيناه.
تمت المقابلة وغادر رأفت من دون أن يظهر معرفته بأحلام وكذا احتفظت أحلام بالمعلومة لنفسها.
ماذا يخبئ القدر لأحلام؟
حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتبة بسمة بسيسو لجميع أجزاء القصة (فتاة اسمها أحلام).


Comments

Popular posts from this blog

الجزء 28 و الأخير

الجزء 12

الجزء 25