الجزء الثامن


نظر مصطفى إلى جون قائلا: أنا لن أوقع على أوراق الطلاق بأي حال من الأحوال. أجابه جون: مما رأيت مما فعل والدك أظنك لن تترك أي خيار فهو سيجبرك بالتأكيد. وقف مصطفى ورد بحزم: أنا لست طفلا صغيرا حتى يقرر الآخرون مسار حياتي. صعد إلى الغرفة وجلس على كرسي بجانب روزا وتأملها وهي نائمة شاحبة الوجه حزينة الملامح وقبض يده بشدة والغضب يملأه. أراد ان يحادث والده لكنه آل عن الفكرة لحين التحدث إلى روزا أولا. استيقظت روزا ووقعت عيناها على مصطفى ونظرت إليه بحزن وبكت بهدوء وقالت: لماذا حصل كل هذا؟ ما ذنبي؟ وما ذنب ولدنا؟ لم يحتمل صاحبنا وهربت من عينيه بعض الدموع المحرقة من شدة غضبه على نفسه كرجل. كيف له أن يهمل عائلته هكذا ولم يشك في الأمر بتاتا. اقترب مصطفى من جانب السرير وجلس على ركبتيه وأمسك بيدها قائلا: روزا... سأبقى معكم حتى تتعافي من العملية وبعدها سأصحبك معي الى بيتنا الجميل في الوطن. انتفضت روزا وسحبت يدها بوهن شديد. كلا لا يمكن ان أعيش في نفس البلد مع من هدد استقرار حياتي معك. ان شئت بقيت هنا عندنا. لم يجب مصطفى حينها فلها الحق بهذا التصرف. اتصل مصطفى بوالده وقال: أنا الآن عند روزا وعلي. سأبقى هنا حتى تتماثل روزا للشفاء. هناك الكثير لنتكلم عنه لكن ليس الآن وقته. لكنني سأسألك سؤالا واحدا: كيف أطاعك قلبك أن تفعل هذا بولدك الوحيد؟ وانتهت المكالمة ولم تسعف الكلمات الأب ليرد على ولده.... مرت ثلاثة أشهر وانتهت اجازة مصطفى الجامعية. كانت هذه الأشهر مليئة بالحزن والدموع والفرح والمجادلة وكل انواع المشاعر. كانت شهورا كافية ليتعلق مصطفى بولده الصغير ويوقد حب روزا القديم في قلبه وكأنه عرفها من جديد. كان معجبا بقدرتها على قهر الظروف وأنها قاومت المرض وتعايشت معه وكانت دائما تقول انا أملك قلبي الضعيف لكنه لا يملكني. انا أتحكم به وهو لا يحكمني ... حياتي انا ارسمها. طريقي أنا أفتحه.... خلال الثلاثة شهور ألغى مصطفى أوراق الانفصال وأصر في قرارة نفسه ان لا يترك أسرته. لكن مصطفى يحب وطنه جدا ولا يريد ان يعيش في الغربة بالرغم من حبه لعائلته الصغيرة فوق هذا لديه التزام سنتين أخريين مع الجامعة التي ابتعثته.. فماذا يفعل؟ عاد الى بلده واستقر في البيت الذي قد كان جهزه لروزا ورفض العيش مع العائلة. استمر بزيارتهم، لكن جدارا من فولاذ بني بينه وبين والده خاصة وبرودا أصابه تجاه أخواته اللواتي عرفن بكل شيء لكنهن لم يحذرنه. لكنه بقي قريبا من أمه التي ليس لها حول ولا قوة فهو الذي يعرف مدى ظلم والده لها على مر السنين. استمر بعمله في الجامعة وكان يزور روزا كل ثلاثة أشهر ويقضي معها ومع علي أسبوعين على الاقل. لكن دوام هذا الحال من المحال. انتهت السنتان وقرر مصطفى السفر و الاستقرار مع عائلته. أولا لأنه يحب روزا وثانيا لأنه يريد تربية علي تربية اسلامية. خلال السنتين وبالرغم من كل الصعاب والبعد كانت روزا ترى الاسلام من خلال تصرفات زوجها فلا هو طلقها ليرضي والديه ولا هو قطع صلة أهله ليرضيها، فانشرح صدرها للإسلام و دخلته قانعة مطمئنة.... عاش مصطفى مع عائلته قرابة العام و لكنه ...
حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتبة بسمة بسيسو لجميع أجزاء القصة (فتاة اسمها أحلام) 

Comments

Popular posts from this blog

الجزء 28 و الأخير

الجزء 12

الجزء 25