الجزء الرابع

بدأ الأب حديثه مع ابنته قائلا: أريد أن أحدثك بأمر يخص مستقبلك يا ابنتي الغالية... واسترسل محدثا لأحلام: لقد زارني اليوم أحد أصدقائي القدامى في (بلد عربي) وعرض علي السفر للعمل معه في مشروع مشترك و لقد ذكرت أمامه أنك مهندسة بارعة فاقترح علي أن تنضمي لنا و تعملي في شركتنا كمهندس مشرف على المشاريع الحساسة. وها أنا ذا أقترح عليك المشروع و ان أحببت اصطحبتك معي. فأجابت احلام: لقد فاجأتني بهذا الطلب يا بابا... أعطني مهلة يومين لأفكر وأستخير، فموضوع سفرنا نحن الاثنين وترك أمي مع اخوتي الصغار صعب عليهم. وهنا تدخلت الأم قائلة: لا عليك يا حبيبتي فأخوالك و خالاتك حولنا و لقد وعد والدك ان يزورنا كل ثلاثة أشهر و انت معه.... استأذنت احلام و ذهبت الى غرفتها و لكن هيهات للنوم ان يزور مقلتيها. وصارت الافكار المتضاربة تحملها يمنة ويسرة.


 ولكي آخذكم خلال افكار احلام يجب علي ان اوضح شخصيتها. أحلام صبية بارعة الذكاء، رقيقة المشاعر، سهلة المعشر، تحب الناس وتظن بهم الخير لكن عندها خوف من شيء واحد. ...هذا الخوف ترسخ في عقلها قبيل اول يوم تدخل فيه الجامعة. حيث اوصتها أمها أن لا تفتح قلبها لأحد من الشباب و لا أن تسمح لأحدهم بتجاوز أمور الزمالة. وبناء على ذلك بنت أحلام أسوارا من فولاذ حول قلبها فنجحت بصد أسهم الإعجاب ولربما الحب... هي فعلا لا تدري لأنها لم تعط الفرصة لأحد بالإقتراب من قلبها. كانت تخاف أن تجرح في مشاعرها لأنها تعلم انها لن تستطيع ان تتعافى من نكسة الحب لأنها ان احبت...احبت بصدق. ولأنها كانت مهذبة جدا احترم زملاؤها رغبتها واقتصرت صلتهم بها على ما يخص الدروس والمشاريع الجامعية فقط. 
الآن سنعود لما كانت تفكر به أحلام في سريرها وبعد ان جافاها النوم. بالرغم من عشقها ان يكون لها حياة عملية ناجحة ارادت ايضا ان تكون زوجة لرجل تحبه. وكان في اعتقادها أنها إن غادرت بلدها ستقل فرص الزواج برجل من نفس بيئتها وبلدها.... واحتارت وفكرت واقامت الليل ثم استخارت ونامت. واستمر هذا الحال ليلتين وفي صباح اليوم الثالث سألها والدها عن قرارها فقالت انها توافق على السفر معه و لكن لفترة مؤقته حتى ترى ما تفعل بشأن مستقبلها فوافقها الأب و الأم. 
سافر الوالد مع احلام واستقروا في البلد العربي الثاني واندمجت احلام بعملها هناك وتفانت في العمل والجد والابداع.
وسافرت هي ووالدها الى بلدهما لزيارة العائلة بعد ثلاثة أشهر كما كانت الخطة. في هذه الاثناء تعرفت والدتها على جارة جديدة انتقلت الى الحارة قرابة شهرين. وكان عندها شابين وصبية هم ابناؤها وكان زوجها متوفيا. كان ابنها الاكبر قد تزوج وسافر الى أوروبا مع زوجته واطفاله والصبية كانت تدرس في الجامعة وكان الشاب طبيبا يعمل في عيادة خاصة في الصباح ويتبرع بباقي وقته لعلاج المحتاجين في مركز صحي في منطقة شعبية بدون مقابل ولوجه الله تعالى. خلال زيارة احلام ووالدها للعائلة اجتمعت احلام مع الجارة مرة او مرتين.... وسافرت احلام ووالدها مجددا....
حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتبة بسمة بسيسو لجميع أجزاء القصة (فتاة اسمها أحلام)

Comments

Popular posts from this blog

الجزء 28 و الأخير

الجزء 12

الجزء 25