الجزء الخامس

 أمضت أحلام أيامها في العمل نهاراً وأمضت مساءاتها مع والدها وكانت تخرج أحيانا مع صديقات لها في العمل. كانت سعيدة بإنجازاتها وكانت أسعد أنها تعرفت على نواح في شخصية والدها لم تلاحظها قبلا. فلاحظت كم يساعدها في امور المنزل وكم هو بارع في تحضير الطبخات السريعة الصحية وكانت تستمتع بنصائحه لها عن الحياة والناس والزوج ومعاملته وما إلى ذلك. كان والدها يذهب للسهر في منزل شريكه بين فينة واخرى وكان يتجنب اصطحاب أحلام معه لكنها لم تشك في الأمر وعزته إلى أن والدها يحب جلسة الرجال فقط وليست الجلسات العائلية المختلطة. 
في يوم من أيام العمل ... وبينما بطلة قصتنا تجلس على مكتبها الهندسي ترسم المخططات بدقة وبراعة، بينما هي على هذه الحال، رفعت رأسها لترى من أين تنبعث رائحة عطر قوية جميلة. فما أن رفعت عينيها السوداوين الجميلتين حتى وقعتا على شاب ثلاثيني طويل القامة، شعره أسود كالليل، حليق الذقن، يلبس بنطال جينز وقميصا أزرق ومعطف صوف يصل طوله الى اعلى الركبتين بفتر. فحياها قائلا: مساء الخير مهندسة أحلام، أنا اسمي مصطفى واستلمت الجزء الإداري من المشروع الذي تعملين به وإن شاء الله سيكون انضمامي لفريق العمل مجز وفعال. انتصبت صاحبتنا وحيته وأشارت إلى كرسي بجانب مكتبها وتناقشت معه ببعض أمور العمل. كانت مهذبة وعملية لكن مصطفى كان على جانب من الفراسة والفطنة واستطاع ان يستشف انزعاجا خفيا عند أحلام. استأذن منها بعد أن تجاذبا الحديث في أمور العمل وتوجه الى مكتبه الذي يفصله عن مكتب أحلام لوح زجاجي ضخم. توجهت أحلام من توها إلى والدها بصفته شريك في العمل وتساءلت لم لم يتم اخبارها عن الموظف الجديد الذي سينضم لفريقها وأنه سيأخذ جزءا من عملها ... بما انها كانت تدير المشروع الى جانب التصاميم الهندسية. طلب والدها منها ان تجلس ليقص لها قصة هذا الشاب والسر في تعيينه فجأة في الشركة... 
حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتبة بسمة بسيسو لجميع أجزاء القصة (فتاة اسمها أحلام).

Comments

Popular posts from this blog

الجزء 28 و الأخير

الجزء 12

الجزء 25