الجزء التاسع

عاش مصطفى مع عائلته في أوروبا قرابة العام. كان سعيدا أنه مع زوجة يحبها ومع ابن يربيه على الاسلام. كان سعيدا أن زوجته دخلت الاسلام طائعة غير مجبرة. كان محظوظا أن عنده عمل يدر عليه مالا يكفل له العيش الكريم. كل هذا ولكن كان هناك جانب منه يعيش خارج ذلك البلد. كانت أحلامه كلها في بلاده. وكان دائما يكرر: "هب جنة الخلد اليمن لا شيء يعدل الوطن". لم يشارك مصطفى مشاعره مع روزا لكنها كانت تعلم ما يدور في خلده ولكنها في نفس الوقت لم تستطع إجبار نفسها على السكن في نفس البلد مع والده ولمعرفتها أنه سيؤثر على علاقتها مع زوجها بالتأكيد. مر عام ونصف وذلك الشعور لم يهدأ في قلب صاحبنا. رن جرس الهاتف، كان والده في الطرف الآخر يقول بقلق: مصطفى، والدتك مريضة وتطلب حضورك. سافر من توه اليها وآلى على نفسه أنه سيأخذها للعيش معه عندما تصح. مكث معها شهراً واصطحبها لتسكن عنده. قضت الأم عندهم قرابة ستة أشهر امتلكت خلاله قلب روزا ورأت روزا الإسلام جليا خلال تصرفات حماتها أيضاً. طلبت الأم من مصطفى العودة الى بلادها فمكانها بجانب زوجها بغض النظر عن كل شيء. امتثل مصطفى لرغبة والدته وسافرت.
كان مصطفى يجلس أمام شاشة الحاسوب يكمل بعض أعماله قبيل العشاء. اقتربت روزا منه وهمست في أذنه: أنا موافقة لأنني أحبك وأحببت أمك. والحمد لله أن المولى أنار قلبي بالإسلام. لكن بشرط. التفت اليها وقال: موافقة على ماذا؟ وما الشرط؟ أوافق أن أعيش معك في بلدك على أن لا تكون لي علاقة مع والدك و أن لا تحرمني من السفر لزيارة أهلي عندما أطلب منك. كاد مصطفى أن لا يصدق ما يسمع و قال لها: وعد رجال يا حبيبتي أنني لن أضغط عليك أبداً؟
أنهى أمور عمله في بلاد الغربة و إلى البلاد و حاول الرجوع الى الجامعة و لكن كان هناك من يشغر مكانه. و عندما استصعب إيجاد عمل عرض عليه والده العمل في الشركة و كان اليوم أول يوم له في الشركة.
قالت أحلام في عقلها: متأكدة انه وقت مؤقت حتى يرجع للعمل في الجامعة.... سأتحمل الوضع في مشاركته منصبي والوقت سيمر. 
رجع الوالد وأحلام الى الشركة واستمرا في العمل لذلك اليوم. ولقد أسر الوالد لأحلام لاحقا أن سبب زياراته المتكررة لصديقه هي محاولة تقليص فجوة الجفاء بينه وبين ابنه. ومضت قرابة ثلاثة أشهر وانتهى المشروع على ما يرام. خلال هذه الأشهر كانت أحلام تراقب قرارات العمل التي يأخذها مصطفى وتعامله مع الموظفين واحترامه الفائق لكل الزميلات في المكتب وهي من ضمنهم. كانت معجبة جداً برجولته وهندامه وكلامه المنمق وصوته الدمث الهادئ. لم تفكر أبداً بتجاوز حدودها فهو رجل متزوج. سافرت أحلام ووالدها الى بلدهم لزيارة العائلة وهناك ....
حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتبة بسمة بسيسو لجميع أجزاء القصة (فتاة اسمها أحلام).

Comments

Popular posts from this blog

الجزء 28 و الأخير

الجزء 12

الجزء 25