الجزء السادس

توجه الأب لابنته قائلا الأفضل أن نذهب الى المقهى المجاور للتحدث عن هذا الموضوع فمكان العمل هنا لا يسمح. وبالفعل ذهبا الى المقهى وبدأ يسرد قصة الشاب قائلا: مصطفى شاب طموح، كان من اوائل الدفعة في الجامعة وكان يشترك بكل نشاطاتها وحفلاتها الطلابية وانتخاباتها. وعندما تخرج بامتياز ابتعثته الجامعة للخارج لإكمال الدراسات العليا. مصطفى هو الشاب الوحيد لوالديه بعد سبع بنات فكان الفراق صعبا لكن محتوما. توجه مصطفى لدراساته بكل همة عالية واخلاص متفان وكان مداوما على العبادات وكان يحيط نفسه بأصدقاء رائعين. مضت السنة الأولى ورجع لزيارة أهله ثم سافر بعد الاجازة ليكمل السنة الثانية. في تلك السنة انضم عدد جديد من الطلاب والطالبات لبرنامج الدراسات العليا ومن ضمنهم روزا. كانت روزا رشيقة جميلة شقراء الشعر زرقاء العينين طليقة اللسان خفيفة الدم وكانت شخصيتها قوية جدا. كانت متوسطة الذكاء وتحرص ان تصاحب من هم على جانب منه ليساعدوها. وكان من ضمن الأذكياء وربما أكثرهم ذكاء ابن صاحبي فقررت أن تتقرب منه لتنهل من علمه ما تقدر. ساعدها صاحبنا مرة واثنتان وعشر مرات ولم يستطع التملص منها. لاحظت ذلك وأعجبها فيه حسن خلقه واحترامه لحدوده مع النساء. وازداد هذا الاعجاب عندها وغدا حبا. فقررت أن توقعه بحبال حبها ونجحت في ذلك. لكن لان صاحبنا على خلق ودين كما ذكرت لك... عرض عليها الزواج فوافقت توا. أخبر مصطفى والديه بالهاتف عن مشروعه وذهبت محاولات الأب ودموع الأم هباء منثورا امام حبه لروزا. تزوجا وعاشا في قمة السعادة. في نهاية السنة الثانية اصطحب مصطفى روزا الى بلاده لزيارة أهله. واستقبلوها بأدب لأجل ابنهم لكنهم كانوا غير متفائلين بما قد تصل اليه هذه الزيحة. سافرا الى جامعتهما ومضت ثلاث سنوات أخر وحان وقت الرجوع الى الوطن. طلب مصطفى من روزا ان تفي بالشرط الذي اشترطه عليها عند الزواج وهو أن تلحق به الى بلاده بعد أن تنهي رسالتها في الدكتوراة وهي عشرة أشهر من ذلك الوقت. ووعدته بالفعل. سافر مصطفى الى بلاده مسرورا فقد نال الدكتوراه وقد تزوج من حب حياته. مرت عشرة أشهر ثم أحد عشر شهرا ثم عام وروزا تؤجل سفرها لحجة أدهى من حجة. فقرر مصطفى السفر اليها فجأة ليرى ما  القصة. وعند سفره ودخوله الى منزله تفاجأ 

......

حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتبة بسمة بسيسو لجميع أجزاء القصة (فتاة اسمها أحلام)