الجزء السابع

فتح مصطفى باب منزله الذي عاش به أجمل أيامه مع روزا وتفاجأ من الفوضى العارمة التي تعمه. شعر بالقلق الشديد. ليس من عادة حبيبتي أن يكون منظر المنزل هكذا. ماذا حصل؟ وبينما هو جالس بهدوء على احدى المقاعد ولا يزال في ملابس السفر وحقيبته بجانبه ويحمل رأسه بين يديه محدقا في الارض تارة وفي ارجاء البيت تارة أخرى... بينما هو كذلك سمع صوت المفاتيح تدور في قفل الباب ودخلت روزا وتلاها كل من والدتها ثم والدها ثم اخيها جون يحمل مقعد سيارة فيه طفل صغير نائم بهدوء الملائكة مغطى بغطاء أزرق. وقعت عيناه على روزا وهم بالمشي نحوها ليضمها اليه ولكنه أدرك ان وجهها أصفر وقدها هزيل وشعرها فاقد لرونقه... كاد أن لا يعرفها. ومن دون كلام احتضنها وإذا بها تدفعه عنها برقة وتقول احذر يا عزيزي فالجرح يؤلمني. أخد صاحبنا خطوة الى الوراء و لا زال ممسكا بكتفيها بكلتا يديه. .. ما الأمر يا روزا؟ أي جرح؟ لم انت بهذه الحال؟ و توجه بالحديث الى أهلها: أيوجد هنا من يخبرني ما حصل؟ ما بها روزا؟ من هذا الوليد الصغير؟ .... قالت روزا: يكفي هذا دعني أصعد الى غرفتي انا مرهقة وأحس بألم شديد. بالرغم من تساؤلاته الا انه ساعدها بصعود الدرج الى الغرفة وتأكد انها نامت ونزل ليجلس مع أهل زوجته ليستفهم الأمر. كان الوالدان بحالة نفسية سيئة فقام جون بالمهمة. جلس جون قريبا من مصطفى واضعا يده على كتفه. اسمع يا مصطفى بحديثي معك أكون قد كسرت وعدي لأختي الحبيبة. لكنني أرى أنه لا يوجد أي سبب لعدم اخبارك بالحقيقة الآن وتصرف بعدها كما ترى مناسبا لكن اعلم ان روزا قد عاشت سنة صعبة في غيابك ولم ترد أن تزيد همومك.
 بعد سفرك بأسبوع اتصل والدك بروزا وعرض عليها مبلغا من المال مقابل ان تهجرك وتبتعد عنك. روزا رفضت ذلك بشدة ولكن والدك حضر هنا شخصيا وهددها بأنه سيجعل حياتها معك جحيما بنفوذه إذا لم تبتعد عنك. في فترة وجوده وأثناء أحد المناقشات الحادة بينهما فقدت روزا الوعي ونقلناها الى المستشفى لتكتشف انها حامل في الشهر الثاني ففرحت روزا وشاركت فرحها مع والدك لعله يرى أن لابنه عائلة الآن. لكن تفاجأت ان حملها اعطاه مركزا للقوة. اسمعي يا روزا... لك الخيار... اما ان تبتعدي مع من في احشائك عن طريق ابني واما أن أحرمه من أن يرث امبراطوريتي وأتبرأ منه الى لأبد. ولأن روزا تحبك جدا وتعلم مدى تعلقك بوالدك وخصوصا والدتك وأخواتك السبع، قررت الابتعاد. حزنت روزا كثيرا بعدها وأصابها وهن في جسمها لم ندر ما سببه. كانت تحاكيك بلطف فعسى أن تغير من رأي والدك ويرضى بالأمر الواقع بعد ان يرى المولود. .... هنا نظر مصطفى الى ولده النائم بكل وداعة وبكى بكاء شديدا وهو يمسك أصابعه الصغيرة ويشتم رائحته الطفولية وهنا استيقظ الولد ونظر الى والده بتلك العينين السوداوين اللتين تشبهان عينيه وبدأ يبكي ويرفع يديه طالبا أن يحمله أحدهم. مد مصطفى يديه المرتعشتين الى الجسد الصغير ليحمله. وما أن ضمه الى صدره حتى هدأ وكأنه أدرك أن هذا والده. واستمر جون بالحديث قائلا: أثناء الحمل وبسبب الضغط النفسي على روزا ظهر معها مشكلة في القلب تطلبت تدخلا جراحيا أجلته حتى وضعت الصغير الذي أسمته عليا نزولا عند رغبتك في الاسماء التي كنتم تتناقشوا بها سابقا. خلال السنة الماضية قدم والدك أوراق الانفصال الى المحامي وقد آن الاوان للطلاق الرسمي.
حقوق الطبع والنشر محفوظة للكاتبة بسمة بسيسو لجميع أجزاء القصة (فتاة اسمها أحلام) 

Comments

Popular posts from this blog

الجزء 28 و الأخير

الجزء 12

الجزء 25